ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ Organizational Culture ﻫﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ , ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺀ , ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯ
ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺑﻬﺎ , ﻭﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻻﻟﺘﻔﺎﻑ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ , ﺛﻢ ﺗﻀﻔﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻤﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﺎ
ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﻳﻤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ .
ﻭﺗﻜﻤﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﺍﻵﺗﻴﺔ:
-1 ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ، ﺗﺸﻜﻞ ﻟﻬﻢ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ
ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺷﺎﺩ ﺑﻬﺎ.
-2 ﻫﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻓﻜﺮﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﻳﻨﻈﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﻢ.
-3 ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻻ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻢ ﻓﺮﺍﺩﻯ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴﻤﻲ
ﻭﺍﺣﺪ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺤﺪﺩ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﻴﻦ
ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻠﺒﺴﻬﻢ ﻭﻣﻈﻬﺮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺎ،
ﻭﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺩﺍﺀ، ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺗﺤﺪﺩﻫﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﺗﺪﺭﺑﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ،
ﻭﺗﻜﺎﻓﺌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ.
-4 ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ، ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ
ﻣﺼﺪﺭ ﻓﺨﺮ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻛﺪ ﻗﻴﻤًﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ
ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ.
-5 ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﻨﺼﺮًﺍ ﻓﺎﻋﻠًﺎ ﻭﻣﺆﻳﺪًﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪًﺍ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ
ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﺎ. ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻭﻳﺮﺗﻀﻮﻥ ﻗﻴﻤﻬﺎ
ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ.
-6 ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻴﺰﺓ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺧﻼﻗﺔ ﻛﺎﻟﺘﻔﺎﻧﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺼﺒﺢ ﺿﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻛﺪ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺭﻭﺗﻴﻨﻴﺔ، ﻛﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ،
ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺤﺮﻓﻲ ﺑﺎﻟﺮﺳﻤﻴﺎﺕ .
-7 ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻋﺎﻣﻠًﺎ ﻣﻬﻤًﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﻴﻦ ﻓﺎﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ
ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﻴﻦ. ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻗﻴﻢ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﻭﺗﺴﺘﻬﻮﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﻓﺊ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻳﻨﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺩﺍﻓﻊ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ